مقرر: علم نفس صناعى
وسلامة مهنية
موضوع في محددات
السلوكيات الإنسانية
إعداد
د.م. محمد زغلول
مقدمة
يهتم علم النفس بدراسة جميع أنواع السلوك والنشاط الذي يصدر عن الإنسان أثناء تفاعله مع البيئة وتوافقه معها. والإنسان ككائن حي يقوم بأنواع كثيرة من السلوك. وأنواع السلوك الإنساني كثيرة ومتنوعة، وهى في الحقيقة تضع أمام علماء النفس كثيرا من المشكلات آلتي تتطلب الدراسة والبحث. وتشترك جميع أنواع السلوك الإنساني في مجموعة من المظاهر البدنية والمظاهر النفسية، ولا يمكن الفصل بينهما فصلا تاما من خلال دراسة وفهم السلوك الإنساني ومحدداته.
محددات
السلوك
تنقسم
محددات السلوك الإنساني إلى عدة أربع نقاط رئيسية ، والشكل التالي يوضحها وفيما
يلي شرح لكل منها.
الدوافـع
|
|
الاتجاهات
|
|
محددات السلوك الإنسانى
|
|
القيـم
|
|
الذكـاء
|
أولا: الـدوافــع
عند الأفراد
تعتبر
الدوافع ذات أهمية كبرى لفهم السلوك الإنساني ، لان وراء كل سلوك دافع يدفع الفرد
ويحركه للقيام بعمل ما من أجل تحقيق أهداف وغايات مختلفة ، فالدافع يمكن الاستدلال
عليه من طبيعة سلوك الفرد. والأهداف المفيدة هي آلتي تساعد الأفراد للوصول إلى
دوافع إيجابية.
ودراسة
الدوافع تعتبر ذات أهمية بالنسبة للمربين ورجال البيع والتسويق والدعاية ورجال
القضاء والنيابة، وذلك لكي يحددوا أسباب النجاح والفشل في بعض الأعمال .كما أن
دراسة الدوافع تهم الآباء والأمهات حتى يستطيعوا تحديد سلوك أبنائهم السوى منه
وغير السوى. وتنقسم الدوافع إلى عدة أنواع وهى : دوافع فسيولوجية ودوافع نفسية
اجتماعية - دوافع شعورية ودوافع لا شعورية- دوافع مفيدة ودوافع ضارة. وفيما يلي
شرح لهذه الدوافع.
1-) الدوافع
الفسيولوجية والدوافع النفسية
تعتبر
الدوافع الفسيولوجية من أهم الدوافع آلتي تحرك سلوك الفرد نحو هدف معين مثل دافع
الجوع والعطش والمسكن والملبس والجنس، وهذه الدوافع لا يستطيع الإنسان أن يعيش
بدونها وكذلك الحيوان ولكن الإنسان يمتاز عن الحيوان في كبح وقدرته على استخدام
الأسلوب الملائم لإشباع حاجاته الأساسية.
فالإنسان
بطبيعته يحتاج إلى الشعور بالراحة والاطمئنان على إشباع حاجاته الأساسية في حاضرة
ومستقبله. والإنسان في العصور القديمة كانت مطالبه محدودة وتمتاز بالبساطة فكان
نظام المقايضة هو النظام السائد في التعامل بين الأفراد حتى يستطيعوا الحصول على
حاجاتهم الأساسية أما في الوقت الحاضر فان متطلبات الأفراد ارتفعت حسب تطور العصر
الذي نعيش فيه.
أما
الدوافع النفسية الاجتماعية فهي تتمثل في عدة نقاط أساسية منها : الحاجة إلى
التقدير، بمعنى أن كل فرد في حاجة إلى الشعور بمدى تقدمه في العمل الذي يقوم به
وقد يكون هذا التقدير ماديا أو معنويا وله أثر كبير في زيادة واقعية الفرد ونجاحه.
وكذلك الحاجة إلى تحقيق الذات تعتبر من الحاجات النفسية الاجتماعية، ويستطيع
الإنسان تحقيق هذا الدافع من خلال أن يأخذ فرصته الكاملة للتعبير عن إمكانياته
ومهاراته وقدراته مما يساهم في أن يثبت الفرد وجوده. كما أن الحاجة إلى الترقية
تعتبر من الدوافع النفسية الاجتماعية حيث أن كل إنسان في حاجة لأن يشعر بمدى تقدمه
ونجاحه في العمل الذي يقوم به ، وإذا كان الفرد يبدأ صغيرا في المستوى الوظيفي ثم
يتدرج ويحصل على وظيفة في مستوى أدارى أعلى فأن هذا يشبع لديه الحاجة إلى التقدم
والنجاح والإحساس بقيمة ذاته وبأنه إنسان منتج. هذا وتعتبر الدوافع النفسية
الاجتماعية دوافع مكتسبة من داخل البيئة آلتي يعيش فيها الفرد بعكس الدوافع
الفسيولوجية فهي دوافع فطرية موروثة.
2-) الدوافع الشعورية
والدوافع اللاشعورية
معظم
الدوافع آلتي تكون وراء سلوك الفرد هي دوافع شعورية يعيها الفرد ويدركها ويعرف
حقيقتها ، فالكثير من دوافع العمل والتعليم هي دوافع شعورية أى أن الفرد (الموظف
أو العامل) يذهب إلى عمله وهو يعرف ماذا يفعل. وكذلك الطالب يعرف الهدف من ذهابه
إلى المدرسة أو الجامعة. ومن ناحية أخرى توجد دوافع لا شعورية وهى آلتي لا يدركها
الفرد ولا يعيها ولا يعرف حقيقتها لأن أسبابها تكون كامنة في منطقة اللاشعوري مثل
حالات المخاوف المرضية أو الهستيريا أو بعض الاضطرابات النفسية الصغرى آلتي تصيب
بعض الأفراد.
3-) الدوافع المفيدة
والدوافع الضارة
الدوافع
المفيدة هي آلتي تساعد الفرد على أن يسلك سلوكا مفيدا له وللمجتمع الذي يعيش فيه
مثل دوافع النجاح في العمل أو التفوق الدراسي. أما الدوافع الضارة فهي آلتي تكون
وراء السلوك غير المفيد والذي يصدر عن الفرد ويكون ضارا به أولا وضارا بالمجتمع
ثانياً. والسبب في اتجاه بعض الأفراد إلى الدوافع الضارة، هو اللجوء إلى تدعيم
الذات واثبات النجاح الذي فشلوا فيه في الحياة، مثل الفرد الذي يفشل لسنوات طويلة
في العمل فيلجأ بأسلوب لا شعورى إلى النجاح في مجال آخر كمجال السرقة رغبة منه في
إثبات وإشباع دوافعه المادية والاجتماعية.
والفرد في
حاجة إلى إشباع دوافعه سواء كانت دوافع فسيولوجية أو دوافع اجتماعية أو دوافع
مفيدة أو ضارة أو دوافع شعورية أو لا شعورية. وفى حالة عدم إشباعها فان هذا يسبب
الإحباط للفرد بمعنى خيبة الأمل في عدم قدرة الفرد الوصول إلى أهدافه. ومن أشد
الدوافع آلتي تسبب الإحباط للفرد في حالة عدم إشباعها هي الدوافع الفسيولوجية لان
الإنسان لا يستطيع الحياة إذا حرم من المأكل أو المشرب أو المسكن وكذلك عدم إشباع
هذه الدوافع يضر بالصحة النفسية للفرد. وكذلك عدم إشباع الدوافع الاجتماعية يؤدى
بالفرد إلى مزيد من القلق والتوتر
ثانيا:
الاتجاهات عند الأفراد
تعتبر
الاتجاهات ذات أهمية كبيرة في التأثير على سلوك الفرد وخاصة أنها تكون مكتسبة من
داخل البيئة آلتي يعيش فيها الإنسان، فالإنسان يولد بدون أى اتجاهات نحو أى أشياء
معينة ولكنه بمرور الوقت يستطيع أن يكون اتجاهات إيجابية محددة نحو والديه أو
اخوته ونحو الأقارب ويستطيع تكوين اتجاهات سالبة نحو بعض الأطفال العدوانيين، ثم
يكون ويكتسب عدد كبير من الاتجاهات المختلفة السالب منها والموجب عن طريق المحيطين
به.
1-) مفهوم الاتجاهات
حاول العديد من علماء
النفس والاجتماع وضع تعاريف محدده للاتجاه ومن هؤلاء "البورت" الذي عرف
الاتجاه بأنه "حالة من الاستعداد أو التأهب العصبي والنفسي تنظيم من خلال
خبرة الشخص" ، وتكون ذات تأثير
توجيهي وديناميكي على استجابة الفرد لجميع الموضوعات والمواقف آلتي تستثيرها هذه
الاستجابة.
2-) خصائص الاتجاهات
من أهم هذه الخصائص ما
يلي:-
1- أن الاتجاهات
مكتسبة، لا يولد الفرد بها ومن ثم فانه من الممكن أن تدعم أو تعزز.
2- الاتجاه يتميز
بالاستمرارية بعكس الدافع الذي ينتهي بانتهاء إشباع الحاجة.
3- الاتجاه يمكن
تغييره طالما أنه مكتسب، فيمكن للفرد أن يغير من اتجاهه السالب إلى الاتجاه الموجب
إذا تغيرت الظروف آلتي أدت إلى الجوانب السلبية.
4- أن الاتجاهات تكون غير
عقلية أو منطقية في بعض الأحيان مثل توزيع الحوافز في بعض الشركات قد يكون عن نصيب
المتقربين إلى الإدارة أو إلى مدير الشركة.
3-) تكوين الاتجاهات
توجد عدة عوامل تساعد
على تكوين الاتجاه من أهمها :
1- المعايشة : حيث
يكتسب الفرد الاتجاهات عن طريق البيئة الأولى آلتي ينشأ في ظلها أى عن طريق
الوالدين فهم المصدر الأساسي في توجيه الفرد نحو الحياة ومنهم يكتسب العديد من
الاتجاهات المرغوب فيها وغير المرغوب فيها.
2- المدرسة : وتعتبر
المدرسة هي البيئة الثانية والتي من خلالها يكتسب الفرد اتجاهات كثيرة من خلال
المواد الدراسية آلتي يدرسها فبعض هذه المواد مثل الرياضيات تخلق لدى الفرد
اتجاهات محببة نحو الدقة في مواجهة العديد من أمور الحياة وبعض المواد الأخرى مثل
المواد الأدبية تخلق لدى الفرد اتجاهات موجبة نحو التذوق والأدب.
3- الثقافة : أن
الثقافة تنبع من داخل المجتمعات وتتمثل في العادات والتقاليد والديانات وطريقة
الأفراد في المأكل والمشرب والمسكن، وهى تختلف من شعب إلى آخر ، فثقافة الشعب
المصري تختلف عن ثقافة المجتمع الأمريكي الذي ينتشر فيه كثير من الحريات. فمثلا
أفراد الشعب المصري لديهم اتجاهات موجبة نحو القيم والتقاليد ولكن هذا لا يمنع بعض
الأفراد من الخروج عن هذه التقاليد ونقدها إذا عاشوا في مجتمع آخر كالمجتمع
الأوربي.
4- المواقف : لاشك أن
المواقف هي آلتي تصنع الاتجاهات لدى الأفراد، فالفرد الذي لديه اتجاه سالب نحو
زميل له فانه من الممكن تغير هذا الاتجاه إلى اتجاه موجب إذا تعرض لمشكله في عمله
ولم يجد سوى زميله هذا والذي يقف بجانبه ويؤيده فيؤدى هذا الموقف به إلى حب زميله
وتغيير اتجاهه السلبي إلى اتجاه موجب.
5- المعلومات : يساعد
توافر المعلومات الأفراد على تكوين اتجاهات جديدة أو تغيير اتجاهات قائمة ،
والمثال على ذلك الفرد الذي لديه اتجاه سالب نحو قيادة السيارة بمجرد التدريب في
مدرسة قيادة السيارات وحصوله على معلومات مفيدة عن فن القيادة فان ذلك يساعده على
تغيير الاتجاه السلبي إلى اتجاه موجب.
6- وسائل الأعلام : إن
وسائل الأعلام تؤدى دورا كبير في تكوين الاتجاهات لما لها من تأثير على جمهور عريض
من الأفراد وخاصة إذا كانت للكلمة آلتي من خلال القراءة أو الاستماع أو الرؤية من
القوة والجذب الذي يساعد على إقناع الناس بالشيء المعلن عنه.
4- تعديل الاتجاهات :
أن تعديل الاتجاهات وخاصــة آلتي تمتاز بالقوة من الصعب تغييرها والتي تنشأ مع
حياة الفرد منذ الصغر وقد يكون تعديل الجوانب المعرفية في الاتجاهات أقل صعوبة من
تعديل الجوانب الوجدانية. هذا ويمكن تعديل أو تغير الاتجاهات عن طريق ثلاثة أساليب
هي:
(أ) - تغير الجماعة آلتي ينتمي إليها الفرد : أن
للجماعة آلتي يعيش في ظلها الفرد أثر كبير في تحديد اتجاهاته، ومن الطبيعي أن
تتغير اتجاهاته بتغير انتمائه لجماعة أخرى أو بانتقاله من مجموعة لأخرى فتغيير
الوظيفة أو الهيئة الاجتماعية التابع لها الفرد تؤدى إلى تغيير وتعديل اتجاهاته .
(ب) - تغيير أوضاع
الفرد : أن الفرد يمر في حياته العامة والخاصة بأوضاع ومراكز مختلفة، وكثيرا ما
تتغير اتجاهاته تبعا لاختلاف أوضاعه ، فانتقال الفرد من مراكز اجتماعي إلى آخر يعدل
من اتجاهاته وكذلك من وضعه الاقتصادي إلى آخر، فعلى سبيل المثال تتغير اتجاهات
الفرد نتيجة تغير وضعه من موظف داخل مصلحه معينة إلى رئيس لها.
(جـ) - تغيير الظروف المحيطة بالفرد : أحيانا
يضطر الفرد إلى تغيير اتجاهاته نتيجة تغيير ظروف الحياة آلتي يمر بها كظروف السكن
أو المهنة.
ثالثا:
القـــــيم عند الأفراد
أن مفهوم القيم من
المفاهيم الشائع استخدامها بين الناس في مختلف الأمور خاصة المشكلات العامة ذات
الطابع القومي أو الدولي وكذلك يتضمن القيم سلوك الأفراد أى أنها تتعمق في حياة
الناس والجماعات. هذا وقد عرف "بارسونز" القيم بأنها عنصر مشترك في
تكوين كل من نظام الشخصية والبناء الاجتماعي وقد اتخذ موقفا توفيقيا بين علم النفس
وعلم الاجتماع والتفاعل بين البناء الاجتماعي والشخصية. وقد وضع
"بارسونز" تعريفا آخر للقيم، بأنها أحكام الاتجاهات نحو إدراك الأهداف
الجماعية ، وقد عرف "باكمان" القيم بأنها أفكار حول ما هو مرغوب فيه أو
غير مرغوب فيه بالنسبة للأمور، ويشترك فيه أعضاء جماعة أو ثقافة معينة .
1)- مكونـات
القـــــيم
تتكون القيم كما يرى
"بارسونز" والكثير من علماء الاجتماع والانثروبولوجيا من ثلاثة عناصر هي
: المكون العقلي (المعرفي) والمكون الوجداني (النفسي) والمكون السلوكي (الخلقي) .
وهذه العناصر تساعد على تحديد القيمة وتحديد معناها ووظيفتها.
2-) أنواع القيم
قام
"سبرينجر" بوضع ستة أنماط للقيم هي :
1- القيم النظرية :
وهى تعبر عن مدى اهتمام الفرد لاكتشاف المعارف والحقائق ، ويتميز سلوك الأفراد
المؤيدين لهذه القيم بالاتجاه الفكري والعقلي.
2- القيم الاقتصادية :
تعبر هذه القيم عن الأعمال ذات المنفعة والربح ، وتنتشر هذه القيم بين رجال
الأعمال والمال وفى مجال الإنتاج والتسويق والاستهلاك.
3- القيم الجمالية :
تهتم هذه القيم بالشكل والتجانس وتعبر عن مدى اهتمام الفرد بكل ما هو جميل من حيث
الشكل والتنسيق والانسجام ويتميز الأفراد الذين تنتشر بينهم هذه الصفة بالفردية
والاكتفاء الذاتي. ويعبر العاملون في مجال التصنيع والإعلان والدعاية والإعلان من
أكثر المهتمين بالقيم الجمالية.
4- القيم السياسية :
تهتم هذه القيم بالقوة والسيطرة والعمل في المجال السياسي وتميز المهتمون بالقيم
السياسية بالقيادية والقوة والسيطرة .
5- القيم الاجتماعية :
هذه القيم يمثلها الأفراد المهتمين بالناس والعمل من أجلهم والقيام بالخدمات
العامة ويتميز أصحاب هذه القيم بالقدرة على العطاء وإسعاد الآخرين .
6 - القيم الدينية :
هذه القيم بها الأفراد الذين يبحثون فيما وراء الطبيعة والرغبة في التعريف على أصل
الإنسان والإيمان بأنه توجد قوة خفية تسيطر على العالم الذي يعيش فيه وهؤلاء
يتميزون بالتمسك بالدين.ويتم تقسيم القيم من حيث شيوعها إلى :
أ- قيم عامة : وهى
آلتي تنتشر في المجتمع كله ويتبعه معظم الأفراد مثل الصداقة والتعاون .
ب- القيم الخاصة : وهى
آلتي تتعلق بالمناسبات أو مواقف اجتماعية معينة أو بطبقة أو جماعة خاصة ومن أمثلة
ذلك عادات الناس في الزواج والأعياد .
رابعا:
الذكاء عند الإنسان
قدم علماء
النفس العديد من التفسيرات للذكاء حتى يساعدهم ذلك على تفسير السلوك والقدرة على
التنبئية. فالرجل العادي يستطيع أن يصدر أحكامه العادية على الذكاء من خلال
ملاحظاته للسلوك اليومي فيستطيع الأب أن يحكم على ابنه إذا كان ذكى في التعليم أم
لا وكذلك يستطيع أن يدرك إذا كان ابنه غبي من خلال تأخيره في الدراسة.
هذا وقد
وجدت تعاريف كثيرة للذكاء فقد عرف " ترمان " الذكاء بأنه قدرة الفرد على
التفكير المجرد واستخدام الرموز لحل العديد من المشكلات المختلفة وقام
"وكسلر" بتعريف الذكاء بأنه يتضمن القدرة على الإفادة من الخبرة للتوافق
مع المواقف الجديدة . وقد اقترح "ثورنديك" ثلاثة مجالات أساسية للنشاط
العقلي وهى: الذكاء المجرد - الذكاء
الميكانيكي - الذكاء الاجتماعي.
والذكاء
المجرد يتمثل في معالجة الرموز كالكلمات والأرقام والرسوم وكل إنسان يستطيع أن
يفهم معنى هذه الرموز بدرجة كبيرة أو ضئيلة كما يستطيع أن يدرك العلاقات بينها وأن
يستخدم هذا الفهم وذلك الإدراك في حل المشكلات أو المسائل. ويعتبر "بينيه
وسيمون" أول من وضعوا مقياس للذكاء العام ثم طرأت عليه تطورات عديدة وهو
مقياس فردى يطبق على شخص واحد في وقت واحد غير أن الضرورة قد أدت إلى وضع اختبارات
جماعية لقياس الذكاء. وذلك حتى يمكن تطبيقه على مجموعة من الأفراد في وقت واحد.
1-) طرق قياس
الذكاء
معظم
الاختبارات اللفظية يمكن استخدامها كاختبارات فردية ويمكن استخدام اختبارات الذكاء
اللفظي لتحديد القبول في المدارس والجامعات وفى عمليات انتقاء العاملين وقد تستخدم
الاختبارات اللفظية عادة عناصر اختباريه تشتمل على الفهم العام ، الاستدلال ،
القدرة العددية ، المعلومات العامة . وبعض هذه الاختبارات تتطلب من الفرد أن يسجل
الإجابة تحريرا في الاختبار، وفى اختبار أخر قد يطلب من الفرد المختبر أن يضع
علامة على الإجابة الصحيحة وقد تتعدد صور الإجابة في الاختبار الواحد ومن مزايا
أسئلة الاختبار أنها تتضمن عملية التعرف ولا تتطلب الاسترجاع وهذا يساعد على ثبات
التقدير. غير أن من عيوبها أن النجاح قد يعتمد جزئيا على التخمين وعوامل الصدفة .
2-) قياس القدرات
العقلية
وجد
"ثرستون" أن الذكاء من الممكن تحليله إلى عدد من القدرات الأولية. وقد
قام بعدد كبير من الاختبارات على طلاب المدارس الثانوية والكليات وقد توصل إلى
معاملات الارتباط بين كل اختبار والاختبارات الأخرى . وقد توصل إلى سبعة عوامل
أولية ظهرت بوضوح واستخدمها في تصميم الاختبارات والقدرات هي :
1- القدرة على فهم
المعاني الخاصة بالألفاظ .
2- القدرة على الطلاقة
اللغوية.
3- القدرة العددية
وتشتمل على القيام بعمليات حساسية بدقة وسرعة.
4- القدرة على الإدراك
البصري للمكان أى القدرة على تصور العلاقة المكانية والأشكال والحكم عليها بدقة
وعلى تصور حركات الأشياء وأوضاعها .
5- القدرة على
الاستدلال وتوجد في الأعمال آلتي تتطلب من الأفراد أن يكتشفوا قاعدة أو مبدأ
متضمنا أو مجموعة من الحروف.
6- القدرة على التذكر ، أى القدرة على
الاسترجاع المباشر لكلمات أو رسوم أو أرقام .
7- سرعة الإدراك ويظهر
ذلك في سرعة تعارف الشخص على أوجه الشبه والاختلاف بين عدة أشياء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق