مقرر علم نفس صناعي وسلامة مهنية
أولى تخصص إنتاج وسفن
عوامل الرضا وعدم الرضا عن العمل
الصراع الصناعي
الصراع الصناعي بين الأفراد العاملين وإدارة العمل أو بين النقابات العمالية والإدارة من أهم الظواهر الاجتماعية الشائعة فى عالم الصناعة اليوم، ومن صور هذا الصراع عدم تعاون الأفراد مع الإدارة والتباطؤ فى العمل ، وكذلك الإسراف فى استخدام المواد أو إتلافها عن عمد أحياناً. وقد يتخذ هذا الصراع صورا أخرى مثل مقاطعة الإدارة أو الاعتصام وقد يصل الحال إلى تعطيل الآلات أو تخريب المصنع بصورة عدوانية واضحة. ويأخذ رد فعل بعض رجال الأدارة لمقاومة الصراع العمالى عده صور قد يكون أحدها إغلاق المصانع أو التجسس بين الأفراد النشطين والرغبة مع العمل على تحطيم النقابة أو أضعافها أمام الرأى العام
ومن الطبيعي أن يكون هناك خلافات بسيطة بين بعض الأفراد العاملين وبين الإدارة نظرا للفوارق المتعددة بينهما ، حيث أن لكل منهما وضعه الاقتصادى ومستواه الثقافى ونوع عمله المختلف. فمن الناحية الاقتصادية وحدها يهتم العمال بالأجور المرتفعة وتهتم الإدارة بالدرجة الأولى برفع مستويات الأرباح ونموها المستمر، وهما هدفان ظاهريا مختلفان.
ولمعرفة أسباب الصراع الصناعى ولكى يتم معالجتها ، فلابد من تحليل هذا الصراع فى ضوء دوافع الأفراد ومعتقداتهم ووجهات نظرهم مع مراعاة الظروف الاجتماعية الخاصة بالفرد والعامة التى تحيط بهم مثل ارتفاع مستوى المعيشة وبزوغ رغبات واحتياجات جديدة. والتغيير الاجتماعى فى معظم الدول الصناعية يتضمن ويتسم بسمات ثلاثة هامة هى :
1- تشابك وتكامل الصناعات واعتمادها على بعضها البعض.
2- تضخم الشركات والمصانع واتساع الفجوة الاجتماعية بين الأفراد العاملين والإدارة .
3- نمو النقابات العمالية وازدياد نفوذها .
أما تشابك وتكامل الصناعات واعتماد بعضها على بعض ، فيكاد يميل الصراع الصناعى الحديث إلى توليد صراعا اجتماعيا، فمثلا إن إضراب عمال مناجم الفحم من شأنه أن يؤثر بدرجة خطيرة ويوقف العمل فى صناعات أخرى مثل صناعة الحديد والصلب والسيارات والصناعات الكيماوية وصناعة النقل . هذا إلى نقص فى مصادر الطاقة وبالتالى مرافق التدفئة والإضاءة وغيرها ، مما يجعل حياة الناس ورفاهيتها مرهونة بحسن الصلة بين الأفراد العاملين والإدارة فى كل صناعة كبرى.
وقد يسارع الرأي العام فى بعض البلاد إلى الاستغاثة بالحكومة لتجد مخرجا من هذه الأزمة . وهنا تصبح الحكومة طرفا ثالثا فى الصراع . وهكذا تمتد رقعة الصراع الصناعى حتى تتخذ شكل صراع سياسى أو شكل صراع بين الطبقات أحيانا ، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على أمن وسلامة المجتمع ككل. إلا أن التقدم التكنولوجى قد أدى إلى تغيير ملحوظ فى العلاقات بين الأفراد المهرة وغير المهرة وبين الأفراد ورؤسائهم والمشرفين عليهم بوجه عام .
ونظرا لأن الطرق الحديثة والمعقدة للإنتاج تتطلب مشرفين وأفراد مهرة مدربين تدريب خاص للإلمام بمستلزمات العمل على هذه الماكينات الحديثة باستمرار، وبذلك لا يكون هناك فرصة بين رؤساء العمل والأفراد للتعرف على مطالبهم أو اتجاهاتهم مما يخلق جو من التوتر وانعدام التفاهم بينهم، ويضاف على ذلك بعد الإدارة العامة عن الاتصال المباشر بالأفراد والاستماع إليهم مما يهدر العلاقات الاجتماعية داخل المصنع .
عوامل الصراع الصناعي
وللصراع الصناعي عدة عوامل ودوافع تتفاعل مع بعضها البعض فالأفراد وأصحاب الإدارة لهم حاجات ومطالب وانفعالات مختلفة. أما العوامل والظروف التى تؤدى إلى رضاء العامل أو سخطه وتأزمه فتأخذ أشكالا ثلاثة ، عوامل داخلية، وعوامل خارجية وأخيرا عوامل شخصية.
1- العوامل الداخلية
وهى تلك العوامل التى تتصل بالعمل داخل المؤسسة أو المصنع ومنها التقدم التكنولوجى والعلاقات الإنسانية، ثم مشكلة الأجور ومستوى المهنة بالإضافة إلى شعور العامل بالأمن والاستقرار فى العمل، وما يحيط به من ظروف فيزيقية . وهنا يبدأ دور الثقافة العمالية فى تثقيف الفرد العامل فى معرفته وفهمه لوضعه ودوره فى المؤسسة أو المصنع .
2- العوامل الخارجية
وهى خارج نطاق العمل مثل الظروف المنزلية والاجتماعية والاقتصادية ونشاط النقابات العمالية، كالأمراض المزمنة أو الديون المتراكمة أو قضايا متعلقة أو ظروف خاصة تسبب القلق والتوتر المستمر كأبن منحرف أو صراعات نفسيه بين العامل وأفراد أسرته.
3- العوامل الشخصية
وهى تلك التى تتصل بالعامل نفسه مثل الصحة الجسمانية والسن والاستعداد للعمل والرغبة فى الرقى والصحة النفسية.
النقابات العمالية ودورها فى خدمة الأفراد العاملين
النقابة عاما هى البيت الكبير الذى يضم زملاء المهنة الواحدة، وهى التى تحاول الدفاع عنهم وعن حقوقهم، وتوفير جو الآمان والأطمئنان الذى يجب أن يمارسوا فيه عملهم. لهذا تعتبر النقابات العمالية بمثابة الوحدة الذاتية والآمنة التى يأخذ منها كل فرد ينتمى إليها ما يحتاج إليه من خدمات وحماية وراحة نفسية مع مجموعة من الأفراد المشتركين فى ذات المهنة الواحدة ، والتى لها ظروف مشتركة.
فالنقابة بهذا المفهوم تعتبر دعامة أساسية من دعائم نمو الفرد العامل وتطوره ، كما أنها تمثل مجموعة متجانسة ومترابطة من الأفراد ذات المصالح والأهداف المشتركة، وتنمى فى أعضائها الإتجاه نحو الترابط والتثقيف الفنى والاجتماعى والسياسى العام، وذلك من خلال ما تقدمه هذه النقابات من أنشطة متنوعة من اجتماعية وترويحية وتثقيفية لهؤلاء الأعضاء.
والنقابات تتبع فى إنشائها قوانين محددة، وتنشأ تحت ظروف فنية واجتماعية يرى الأفراد ذات التوجهات المهنية الواحدة، ضرورة للعمل سويا تحت سقف قانونى وشرعى. ولذلك نشأت وتنشأ باستمرار نقابات ذات أهداف محددة لخدمة وتحقيق فئة معينة بذاتها.
وتعتبر نقابة المهندسين على سبيل المثال إحدى النقابات الفئوية والتى يشترط لعضويتها والانتفاع بها من يحصل على بكالوريوس الهندسة من إحدى الجامعات المصرية المعترف بها، وقياسا على ذلك تتواجد فى المجتمع نقابات كثيرة كالأطباء والمحامين والتطبيقيين واتحاد النقابات العمالية وهو يضم بداخله على مجموعة من النقابات العمالية المتخصصة.
الأهداف الأساسية للنقابات
يتحدد دور النقابات العمالية أساسا فى بعض المهام الأساسية التالية:
1 - مناقشة وحل مشاكل الأفراد العاملين، فى المصانع أو الشركات وذلك عن طريق التعاون بين الفرد صاحب المشكلة وبين من يمثل معنويا صاحب العمل/المصنع، ومحاولة الوصول إلى حل لا يعوق العمل وهو أساس الموضوع، وفى نفس الوقت يشعر الفرد العامل نفسيا بمدى التضامن والمشاركة فى حل مشكلته والحصول على الرضا الوظيفى.
2 - الدفاع عن حقوق الأفراد العاملين وحمايتهم من تعسف الرؤساء، وبعض القوانين واللوائح التى تطبق بطريقة غير مناسبة على الأفراد.
3 - تقديم الخدمات للطبقة العاملة لرفع مستواها المعيشى والاقتصادى والثقافى والصحى ، وذلك من خلال البدلات والإعانات أثناء فترة العمل وبعد الوصول إلى المعاش، كما أن من أهم مهامها، المساهمة فى تحمل بعض الأعباء المعيشية عن الأفراد فى حالة حدوث معوقات أو حوادث تمنع استمرار صرف مرتبات أو أجور لهم، ولفترات طويلة.
4 - إشعار الأفراد أعضاء النقابة بالانتماء والمشاركة فى تقرير الأمور الهامة بنقابتهم، حتى يكون الانتماء إيجابى والمساندة فعالة فى حاله الضرورة والوقوف معا لحل المشاكل أو لتحقيق الآمال والأهداف العمالية. وغالبا ما يتم ذلك من خلال الممارسة الديمقراطية فى المشاركة بالانتخابات والحضور والتعاون فى اللجان الفرعية بالنقابة.
5 - إتاحة الفرص للفرد العامل، مهما كان موقعه بالعمل ، للتعبير عن النفس وطموحاته وذلك عبر وسائل النشر النقابية كالمجلات والنشرات الدورية، أو من خلال الاشتراك فى الندوات والمؤتمرات والتى تقام باستمرار فى هذا المجال، واستخدام وسائل الإعلام المتاحة له من أجهزة الدولة من إذاعة وتليفزيون وقنوات المعلومات الحديثة، لتوفير إمكانية الترابط والتواصل بين النقابات المحلية الإقليمية والعالمية، وتبادل الأفكار والمعلومات الفنية وغير ذلك من بيانات ضرورية لنقابته.
6 - إتاحة الفرصة لأعضاء النقابة فى القيادة وتولى مناصب الصدارة فى مؤتمرات الحكومة والصناعة، مما يساهم فى رفع الروح المعنوية للعاملين ويكسبهم الثقة المطلوبة، بالإضافة إلى إعطائهم دفعة قوية لتطوير أنفسهم نفسيا وفنيا وثقافيا، مما يؤمن نجاحهم فى العمل.
7 - رفع المستوى المادي للعمال عن طريق إقامة صناديق الادخار والبنوك الخاصة بهم.
8 - الرقابة على أجهزة الإنتاج لحماية أعضائها وحماية المنتجين العمال من أى سلطة قهرية تعوق أداء عملهم على النحو المطلوب، مسترشدين بذلك بالقوانين المنظمة للعمل والعمال.
9 - تدريب الأفراد العاملين فى مختلف المستويات والتخصصات - لكل نقابة على حدة أو مجتمعة متضامنة- على ممارسة الأسلوب الديمقراطى فى أعمالهم وتحقيق أهدافهم، وبهذا تكون النقابات وحدة من وحدات الفعالة فى ممارسة الرقابة والتخطيط والخدمة والتدريب فى المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق