مقرر علم نفس صناعى وسلامة مهنية
لطلاب الصف الأول بقسمى هندسة الإنتاج وهندسة بناء السفن
للطالب الحق فى نقل واستخدام المادة العلمية للمحاضرة وحل الأسئلة
ولا تستخدم فى عمل التقارير والأبحاث التى تطلب منه
البـــاب الأول
1- علــم النفس الصناعى
1-1 مفاهيم أساسية
يهتم علم النفس بدراسة جميع أنواع السلوك والنشاط الذى يصدر عن الإنسان أثناء تفاعله مع البيئة وتوافقه معها. وعلم النفس لا يدرس أساسا نفس الإنسان كما يفهم من ذلك، بل أنه يدرس الإنسان ككل. والإنسان كائن حى يقوم بأنواع كثيرة من السلوك. وأنواع السلوك الإنسانى كثيرة ومتنوعة، وهى فى الحقيقة تضع أمام علماء النفس كثيرا من المشكلات التى تتطلب الدراسة والبحث. والشكل التالى يبين نواحى السلوك بوجه عام.
دوافع السلوك - الفروق الفردية- الانفعالات نواحى السلوك - الإنسانى الشخصية النضج - التخيل والتفكير - الإدراك - التذكر والنسيان - التعليم
تشترك جميع أنواع السلوك الإنسانى فى مجموعة من المظاهر البدنية والمظاهر النفسية، ولا يمكن الفصل بينهما فصلا تاما من خلال دراسة وفهم السلوك الإنسانى. فالتفكير المجرد فى موضوع ماًً يبدو ظاهريا على أنه وظيفة عقلية بحته، لا يمكن أن يتم أى يخرج إلى حيز الواقعية دون الاستعانة بعمل الخلايا العصبية فى المخ.
إن علم النفس يدرك السلوك بوجه عام من حيث الناحية العقلية شعورية كانت أو لا شعورية، ولهذا يعرف علم النفس على أنه " العلم الذى يبحث دوافع السلوك ومظاهر الحياة العقلية الشعورية منها واللا شعورية دراسة إيجابية موضوعية، تساعد على إفساح المجال للقوى والمواهب النفسية كى تنمو وتستغل فيما يساعد على حسن التكيف مع البيئة، وما يؤدى إلى تحسين الصحة النفسية للأفراد والجماعات".
1-2 ميادين علم النفس
نظرا لشمولية الدراسة فى ميادين علم النفس، أتجه علم النفس إلى التخصص إلى فروع مختلفة منها:-
علم نفس الأفراد العاديين والغير عاديين
علم نفس الكبار
علم النفس الفردى
علم نفس الإنسان
علم النفس البحثى
علم نفس الصغار
علم النفس الاجتماعى
علم نفس الحيوان
علم النفس التطبيقى
علم النفس الطبى - علم النفس التربوى - علم النفس الصناعى - علم النفس الجنائى - علم النفس الإدارى - فروع أخرى
ومجال الدراسة هنا علم النفس الصناعى وسوف يتم استعراض مفصل جزئياً لعلم النفس الصناعى وتطوره.
1-3 تطور علم النفس الصناعى
أحدثت الثورة الصناعية (1760 - 1830) تأثيرا كبيراً فى حياة الأفراد وطرق معيشتهم وأساليب عملهم، فبعد أن كان الإنتاج الصناعى يتم أساساً داخل البيوت خلال أشهر السنة وأيامها الأقل ازدحاماً بأعمال الزراعة ويشترك فيه أعضاء العائلة معاً، اصبح الإنتاج فى معظم الأحوال ينتج داخل أماكن محددة - أطلق عليها فيما بعد مصانع ومؤسسات متخصصة - يمارس الأفراد فيها عمل متخصص، وهؤلاء الأفراد منظمون ومسئولون عن واجبات محددة داخل هذه المصانع.
وقد أستلزم هذا التطور فى وحدة الإنتاج الأساسية أحداث آثار اقتصادية واجتماعية بعيدة على الأوضاع السائدة حينذاك. فمن ناحية ، أنفصل العمل عن الأسرة مما كان له أثرا كبيرا فى شكل وطبيعة العلاقات الاجتماعية فى المجتمع. كما أن تركيز عدد كبير من الأفراد فى مكان واحد - أى مكان العمل- وفى ظروف متشابهة، إلى نشوء الوعى الطبقى بين الأفراد العاملين، كما كان له آثار مباشرة على ظروف الحياة فى المدن الصناعية المكتظة بالسكان والمدن المحيطة بها.
ولهذا برزت مشكلات لا حصر لها داخل المؤسسات الصناعة ومنظماتها سواء منها ما يتعلق بمعدلات الإنتاج أو اتزان الأسواق أو بالحالة الاجتماعية والنفسية والمالية لهؤلاء الأفراد العاملين. ونظراَ لان الثورة الصناعية مست حياة الأفراد والمجتمعات كلها مساً مباشراً وخطيراً فقد تسابقت مختلف العلوم لخدمة هذه التطورات المستجدة فى الصناعة والإنتاج والعاملين بها ومن هذه العلوم علم النفس الصناعى.
أما بالنسبة لعلم النفس العام فانه لم يستطيع أن يدخل بسهولة مجال الصناعة ومنظمات العمال مقدما لها ما يستطيع من إسهام إلا بعد أن افتتح "فندت" أول معمل لعلم النفس فى العالم آنذاك بجامعة ليبزج بألمانيا عام 1879 ، حيث أتاح دراسة السلوك الانسانى فى دراسات تجريبية ملموسة النتائج. وبعد انتشار معامل علم النفس فى العالم وشيوع الدراسات التجريبية للسلوك الانسانى أمكن لعلم النفس أن يدخل بدراساته وتطبيقاته المباشرة إلى مجال الإنتاج مع أوائل هذا القرن.
ويتفق معظم علماء النفس الصناعى أن الدراسة العلمية المنظمة للسلوك البشرى المتعلق بأداء وواجبات العمل قد بدأت على يد المهندس الأمريكى "فردريك تايلور" الذى كان يهدف أساسا إلى جعل العمل الانسانى أكثر إنتاجيا ، وقد أجرى "تايلور" مجموعة من التجارب والدراسات على كيفية شحن كتل الحديد الخام وأقترح لذلك خطة بديلة تفصيلية لكيفية الشحن مع وضع حافز مادى للفرد القائم بهذا العمل، وقد كانت الزيادة فى الإنتاج كبيرة بالمقارنة بالجهد المبذول ، حيث انه استطاع تنظيم الوقت والجهد بطريقة علمية. هذا وقد اعتمد تيلور فى إجراء تجربته على ثلاثة أسس وهى:
1 - اختيار أفضل الأشخاص للعمل.
2 - إحاطتهم علماً بأكثر الطرق كفاية واكثر الحركات اقتصادية فى إنجاز العمل.
3 - منح مكافآت تشجيعية فى صورة أجور مرتفعة لأحسن العمال.
| الطريقة الأصلية | الطريقة المعدلة |
عدد العمال العاملين فى الشحن | 400 - 600 | 140 |
متوسط عدد الأطنان للعامل يومياً | 16 طن | 59 طن |
متوسط دخل العمل يومياً (الأجر | 1.15 دولار | 1.88 دولار |
متوسط تكلفة شحن الطن | 0.072 دولار | 0.033 دولار |
وتوضح الدراسة أن إنتاجية العامل قد ارتفعت إلى أربعة فى حين ارتفع أجره بحوالى 63 % فقط. هذا وقد تطورت بعد ذلك الصناعة مستفيدة من أبحاث تايلور وجلبرت (دراسة الوقت والحركة) وأصبح لها نصيب من الدراسات العملية والتطبيقية وحتى يومنا الحالى.
1-4 أهداف علم النفس الصناعى
يعتبر تحسين الإنتاج مع زيادة شعور العامل بالرضا والراحة النفسية فى عملة من أهم أهداف علم النفس الصناعى. كما يفيد دراسة هذا العلم أيضا فى تحليل أنواع الأعمال وجزيئاتها لمعرفة القدرات التى تتطلبها، لذا فإن تقسيم العمل وتخصص الأفراد القائمين بالعمل فى جزيئات محددة من مجموع خطوات الإنتاج تقوم على أسس الإفادة من علم النفس.
ويهدف علم النفس الصناعى إلى دراسة النشاط العقلى والحركى للفرد العامل فى كل خطوة من خطوات العمل، ويجرى فى ذلك التجارب الكثيرة والمتعددة لتغيير هذه الحركات الغير ضرورية وكذلك أوضاع المواد والمعدات المستخدمة بالنسبة للفرد وإمكانية استخدام من تشغيل يديه معا والفائدة من ذلك، وما إلى ذلك مما يضمن زيادة الإنتاج من غير زيادة فى التعب وضياع للوقت المستغرق فى العمل، وبحيث نقلل ما أمكن من النشاط الزائد والحركات التى لا لزوم لها والتى تستنفذ مجهودا من العامل من غير فائدة.
كما يساعد علم النفس الصناعى فى تحليل الصفات النفسية والقدرات العقلية لمختلف الأفراد بحيث يمكن اختيار اصلح الأفراد لكل نوع من أنواع المهن المختلفة. ويوجه كل فرد لنوع العمل الذى يتفق مع استعداداته وميوله الطبيعية. فمن الثابت فى علم النفسي أن كل فرد قد هيأته الطبيعة لأنواع معينة من الأعمال بحيث ينجح إذا أشتغل بها، بينما يفشل تماما إذا أتجه إلى أعمال غيرها مما لا يتفق مع استعداده.
ويفيد علم النفس أيضا فى تدريب الأفراد وتمرينهم على أصول المهنة وعملياتها. وفى هذا التعليم كثير من الإرشادات التى يزودنا بها علم النفس من حيث إيجاد الدافع والحافز على التعلم، ومن حيث التشجيع والثواب وقواعد العقاب أو الحرمان التى يعامل بها الفرد فى أثناء هذا التعلم.
ومن أهم الميادين التى يفيد فيها علم النفس الصناعى ميدان حوادث العمل وما يعرف بالتأهيل المهنى لذوى العاهات والعاجزين عجزا جزئيا. حيث يوجه هؤلاء الأفراد لأنواع المهن التى يستطيعون فيها أن يوجهوا طاقاتهم الحيوية من غير أن تقلل هذه الظروف الغير طبيعية (الاستثنائية) من شعورهم بالرضا من إنتاجهم فى ميدان العمل والصناعة.
كما أن من أساسيات وأهداف علم النفس دراسة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد العاملين أنفسهم وبينهم وبين أصحاب العمل، من دراسة تحليلية للجو النفسى الذى يسود المصنع أو الشركة من حيث التفاهم الودى والتعاون على الخير والعمل على ضمان الاطمئنان والاستقرار للجميع. فقد تبين أن العلاقات الاجتماعية والجو الخلقى السائد فى جماعة من الأفراد له أثر كبير فى كمية الإنتاج والشعور بالرضا والسعادة فى العمل، ويدخل فى ذلك اختيار القادة والرؤساء وطريقة بحث المشكلات العمالية المختلفة.
ويرشدنا علم النفس الصناعى كذلك فى دراسة مظاهر القلق والاضطراب وحالات الخمول وقلة الإنتاج، وحالات الميول العدوانية وعوامل الاضطراب وكذلك الحالات النفسية المتطرفة التى تصل إلى أعراض المرض النفسى والعقلى بين العمال.
هذا وقد أفاد علم النفس الصناعى بدخوله مجال الإنتاج فى دراسة أساليب الدعاية وسيكولوجية الإعلانات والأسس التى تقوم عليها لتأدية الغرض منها، كالعمل على جذب الانتباه وقوة التأثير النفسى ، مما يستدعى الإلمام بسيكولوجية الألوان وأهمية الإعلانات المتحركة التى تبنى على أسس مدروسة ، خاصا للاستفادة من التكنولوجيا المتطورة فى مجالات الحاسبات الإلكترونية ونظم الاتصالات المتسارعة النمو والمنطلقة بلا حدود إلى أفاق المستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق