أرشيف المدونة الإلكترونية

02‏/11‏/2009

جديد x جديد ليوم 2-11-2009

مقرر علم نفس صناعي وسلامة مهنية

لطلاب الصف الأول بقسمي هندسة الإنتاج وهندسة بناء السفن

للطالب الحق في نقل واستخدام المادة العلمية للمحاضرة وحل الأسئلة

ولا تستخدم فى عمل التقارير والأبحاث التي تطلب منه

حوادث العمل والأمن الصناعى

مقدمة

يعتمد العمل فى جميع المصانع أو خلافه على أربع عناصر أساسية، هذه العناصر هى رأس المال ، المواد الخام ، المعدات والآلات والإنسان (الفرد العامل)، ومن الطبيعى حدوث بعض المعوقات أثناء العمل  فى أى عنصر من هذه العناصر، إلا انه ليس من المرغوب ومن المعتاد تكرار الحوادث خاصة إذا كانت تتعلق بصحة وأمن الفرد.

وحوادث العمل ظاهرة ملازمة للمجتمعات قديمها وحديثها ما دام هناك نوع من النشاط الاقتصادى زراعى أو صناعى، وإن كان هناك فرق بين حوادث كل منهم من حيث الكم والكيفية. فتقدم الحياة واستخدام أساليب تكنولوجية جديدة أدى إلى تطور نظرة المجتمع اقتصاديا واجتماعيا -أى إنسانيا- لهذه الحوادث ومدى دلالاتها المستقبلية على الفرد ذاته أو المجتمع. كما كان لهذا التطور أثر ملموس وكبير فى نوعية وكمية الحوادث فى مكان العمل أو فى الطريق منه وإليه. والحادثة عادة تشترك فى نقطتين أساسيتين ، النقطة الأولى هى الوقوع المفاجئ اللاإرادى والثانية حدوث أصابات جسدية، أى أنها كل ما يحدث دون أن يكون متوقع الحدوث مما ينجم عنه ضرر للناس أو الأشياء.

الحادثة بمعناها الواسع هى كل ما يحدث دون أن يكون متوقع الحدوث وما يترتب عنه عادة من ضرر للناس وللأشياء، فإذا ترتب عليها إصابة أحد من الناس سميت إصابة. أما التعريف الضيق الدقيق للحادثة الصناعية فتعتبر حدثا ينشأ مباشرة من موقف العمل ، أى الآلات والمعدات أو من الفرد نفسه ، كسوء أداءه أو سوء استعداده ويمكن تصنيف حوادث العمل بطرق مختلفة ( من حيث نوعها ونتائجها وخطورتها وأسبابها ):

1- من حيث نوعها

إلى حوادث مرور وحوادث مناجم أو طائرات أو إلى حوادث خطيرة وأخرى غير خطيرة .

2- من حيث نتائجها

إلى حوادث تتلف الآلات أو المنتجات أو تصيب الأشخاص بإصابات مختلفة كالحروق أو الكسور أو فقد الحواس أو الأعضاء أو التشوهات المختلفة أو الموت

3- من حيث خطورتها

إلى حوادث مميتة وحوادث تؤدى إلى عجز كلى دائم كفقد العينين أو اليدين، وأخرى تؤدى إلى عجز جزئى دائم تفقد عين واحدة أو يد واحدة، وحوادث تؤدى إلى عجز مؤقت أى يمنع الفرد العامل عن العمل لفترة معينة ، وأخرى تحتاج إلى إسعافات أولية.

4- من حيث أسبابها

إلى حوادث ترجع فى المقام الأول إلى عوامل بشرية فإهمالها العامل أو شرود ذهنية أو ضعف ذكائه أو قلة خبرته.

ومعرفة هذا التصنيف للحوادث ضرورى عند المقارنة الإحصائية إذ يجب أن تقوم المقارنة بين حوادث من صنف واحد وإلا كانت خاطئة ولم يكن لها معنى ، فلا يجوز مقارنة حوادث النقل أو المرور وبين الحوادث التى تقع فى مكاتب الموظفين مثلا.

نظريات تفسير الحوادث

تعتبر الحوادث من الأمور الطبيعية التى يمكن حدوثها، إلا أنها بالنسبه للفرد المصاب تعتبر من الأمور الغير عادية والتى تسبب له بعض الاضطراب ، ويبحث عن عله لهذا الحدث . غير أنه من  المألوف فى الأعمال الصناعية أو الغير صناعية أن يتعرض الفرد إلى الحوادث،  ويمكن تفسير الحوادث طبقا لبعض النظريات المختلفة والتى بفهمها يمكن تلافى بعضها، خاصة إذا كانت نتيجة لدافع نفسى سلبى من الفرد ذاته أو نتيجة لتأثير الظروف البيئية والاجتماعية وأحيانا العقائدية المحيطة به. وفيما يلى إشارة لبعض هذه النظريات والتى تساهم فى فهم طبيعة الحادثة.

1 النظرية القدرية

أصحاب هذه النظرية  يرون أن الناس صنفان، أحدهما سعيد الحظ، والأخر تعس الحظ. فمنهم من لديه حصانة ضد الحوادث ومنهم من يفقد هذه الحصانة ويكون لديه قابلية أكثر للحوادث، بل وهناك من يصاب بها بصفة مستمرة ويفسرون استمرار هذا الشخص أو ذاك فى وقوعه المستمر فى الحوادث إلى القدر وسوء الحظ.

2 النظرية الطبية

تعتمد النظرية الطبية على أساس طبى حيث أنها تؤكد أن الفرد دائم الإصابة إنما يعانى خللا جسديا أو عصبيا وأن هذا الخلل هو السبب الأساسى فى هذه الحوادث.

3 نظرية التحليل النفسى

تعتبر هذه النظرية الحوادث إنما هى أفعال لا شعورية وهى تشبه الهفوات، ويعتقد معظم أصحاب هذه النظرية أى المدرسة التحليلية، أن الإصابة الجسدية إنما هى عدوان لا شعورى موجه للذات. ويعتبر عالم النفس "فرويد" أن معظم الحوادث تعبيرا عن صراعات عصابيه وأن عقاب الذات هو إحدى المركبات التى تستند عليها سببية الحوادث.

4 نظرية علم النفس التجريبى

تعتمد هذه النظرية على اعتبار أن للحوادث أسباب كثيرة ومتعددة. فعلى سبيل المثال بدراسة حالة لسائق سيارة فى حادثة قد تكون الحادثة واقعة نتيجة لتأثيرات متغيرة عديدة، فالسيارات والمارة وقواعد المرور وحالة السائق كلها مؤثرات لها فعلها وأثرها على الحالة النفسية للسائق (الإدراك الحسى والذاكرة والتفكير). وإذا كان هناك أسباب متعددة كما ذكر سابقا فقد يكون لها أهدافا متعددة، فقد يكون الدافع لها الرغبة فى الحصول على تعويض مادى أو الرغبة فى الحصول على أجازة طويلة أو الرغبة فى جذب اهتمام الآخرين به أو تخفيف المسئولية عن نفسه.

العوامل الأساسية المسببة للحوادث

الحادثة كالموت لا يمكن أن تنشأ عن عامل واحد بل عن عدة عوامل متضافرة ومتشابكة ، فهناك العوامل الشخصية أو الداخلية أو البشرية التى ترجع إلى الشخص نفسه ، وهناك العوامل البيئية أو الخارجية التى تنشأ من ظروف العمل، والشكل التالى يوضح التقسيم الفرعى لها.

 

العوامل المسببة للحوادث

العوامل الخارجية

العوامل الإنسانية

1- العمل المتعب

 

1- العامل السيكولوجي

2- عامل السرعة

2- عامل السن

3- الإضاءة ودرجة الحرارة

3- عامل الخبرة

4- عوامل مادية

4- قوة الأبصار

5- عامل الصحة الجسدية

6- التأزم النفسي

7- عامل الجنس

8- عامل الذكاء

9- التواؤم المهني

 أولا العوامل الخارجية

1- العمل المتعب

من الملاحظ أن معدل الحوادث يتأثر بالتعب ، حيث أن التعب يرتبط بمعدل السرعة، فالعمل بسرعة كبيرة يؤدى غالبا إلى التعب وبالتالى تقل درجة الحذر الذى يتوفر للعامل عندما يعمل ببطء مناسب. كما أن مقدار العمل (وردية واحدة مثلاً) يؤثر على درجة تركيز العمل، فإذا استنفذ الفرد طاقته فى العمل بدرجة غير مناسبة كالسهر مثلا فى وردية إضافية أو تواصل العمل بدون أخذ وقت مناسب للراحة وهكذا، فإن احتمال حدوث الإصابة يكون كبير.

2- عامل السرعة

السرعة والتعب يعدان من العوامل الهامة المسببة للحوادث، فالفرد إذا رغب فى زيادة الإنتاج طوال فترة العمل فإنه يزيد سرعته والرغبة فى زيادة معدلات الإنتاج تدفع العامل لعمل ساعات إضافية. أى أن عامل التعب سوف يتولد نتيجة لإحساسه المتعاظم بقيمه سرعة العمل وتكون النتيجة النهائية أنه بزيادة سرعة العمل بطريقة غير سليمة تنتج حوادث تؤثر على الإنتاج.

3- الإضاءة ودرجة الحرارة

تعتبر الإضاءة الغير قياسية عاملا هاما فى وقوع الحوادث، ومن الطبيعى أن ترتبط نوعية العمل بشدة الإضاءة ودرجة توزيعها ، سواء كانت إضاءة طبيعية أو صناعية. إذ أن الحوادث ينقص عددها إذا كانت درجة الحرارة والرطوبة ملائمتين، وأيضا فإن معدل زيادة الحوادث يزيد فى الإضاءة الصناعية الرديئة عنه فى ضوء النهار بمقدار 25% .

4- عوامل مادية

هناك عوامل مادية أو ميكانيكية كسقوط أشياء على العامل أو انفجار لبعض المواد أو وجود مادة لزجة على الأرض أو تلف مفاجىء فى الآلات ولا يكون للفرد فيها أى تأثير ولا يستطيع السيطرة عليها مثل حالة الطقس أو الطرقات التى يسير فيها أو أعمال آخرى من الأفراد المحيطين به.

ثانيا العوامل الإنسانية

1- العامل السيكولوجى

لقد أثبتت الدراسات وجهه النظر القائلة بأن الحوادث إنما تقع نتيجة الصدفة إنما هى متعددة لا شعوريا. وذكر "فرانس الكسندر" أن التقصى العلمى أظهر أن غالبية الحوادث لا ترجع لبعض الصفات الإنسانية البسيطة، فبعض الأفراد يستهدفون لأكبر عدد من الحوادث أكثر مما يستهدف زملائهم. وليس هذا لكونهم شاردى الذهن ولكن يرجع ذلك إلى التكوين الكلى للشخصية. والعامل الهام ليس سمة منفردة مثل بطء الاستجابة أو انحطاط الذكاء ولكن شيئا أخر أساسيا أكثر من هذا ينتسب إلى مجموع الشخص كفرد، أى أن الحوادث تبعد أن تقع نتيجة الصدفة، إنما العامل الإنساني هو المحرك لها، وإن أخذ صورة الخطأ غير المقصود. وقد أثبتت معظم الدراسات أن حوالى 10% فقط من مجموع الحوادث ترجع إلى أسباب غير إنسانية مثل أخطاء بالآلات أو المبانى.

2- عامل السن

لقد أثبتت الدراسات أن عامل السن مهم جدا فى وقوع الحوادث ونوعيتها ومعدلاتها، فصغار السن وكبار السن يكونوا أكثر استهدافا للحوادث ممن هم متوسطى السن. فقد ثبت أن الفرد الصغير الذى لديه مسئوليات عائلية قليلة نسبيا يكون أقل حذراً وأكثر ميلا للحوادث ، ولا ينتهز الفرص أكثر من الفرد المسن ، وعندئذ يتورط فى نسبه كبيرة من الحوادث.

وعلى الجانب الآخر فإنه بالنسبه لكبار السن، فيكون معدل الحوادث كبير أيضا حيث أنهم اعتادوا الحظر " بالإحساس الداخلى" لذلك يكونوا أقل حذرا من الأفراد الذين لا خبرة لهم أى صغار السن، وبذلك يقع لهم هذا القدر من الحوادث. ومن المهم ملاحظة أن حوادث كبار السن يكون تأثيرها أشد ضررا نظراٌ للظروف الصحية للكبارعامة.

3- عامل الخبرة

الخبرة لها صلة بمعدلات الحوادث من ناحية وبالسن من ناحية أخرى، ولكن الخبرة وحدها ليست المسئولة عن زيادة ما يتورط فيه الشباب من حوادث، كما أن الخبرة وحدها ليست المسئولة عن حوادث كبار السن، فهؤلاء الأفراد مع خبرتهم التى اكتسبوها طوال مدة عملهم واعتيادهم الخطر والألفة عليه تجعلهم أقل خطراً. بل أن هناك من هم ذات خبرة قليلة ومع ذلك فمعدل حوادثهم منخفضة ومرد ذلك أنهم يدركون هذا النقص فيكونون أكثر حذراً وبذا يتجنبون الوقوع فى الحوادث. هذا ويمكن ملاحظة أن معدلات الحوادث تتناسب تناسبا عكسيا مع الخبرة - أى بزيادة الخبرة تقل الحوادث.

4- قوة الأبصار

للبصر أهمية بالغة خاصاً فى الأعمال التى تقتضى استعدادات بصرية خاصة (أعمال القياس والمتابعة)، فقد أثبتت الدراسات أن الأفراد الذين يتناسب مستوى إبصارهم (أى قوى إبصارهم) مع الأعمال التى يقومون بها يرتكبون أقل عددمن الحوادث بالمقارنة مع أفراد آخرين لهم نفس الظروف العملية باستثناء ضعف قوة إبصارهم.

5- عامل الصحة الجسدية

تؤثر صحة الأفراد العاملين وخاصة ضغط الدم بطريقة مباشرة على أداء الأعمال بالإضافة إلى الصحة العامة (الجسمية) من حيث القوة البدنية اللازمة لإنجاز بعض الواجبات المطلوبة منهم، كما أن التوافق العضلى العصبى يلعب دور كبير فى سلامة الأفراد العاملين من الوقوع فى الحوادث. هذا وقد وجد على سبيل المثال، أن السائقين الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع يبلغ معدل حوادثهم ضعف حوادث الذين لا يعانون من ضغط الدم المرتفع.

6- التأزم النفسى

ويقصد به حالة نفسية مرضية مؤقتة، أى وقتية، تلازم الفرد وتؤثر فيه وعلى أداءه العضلى والعصبى كأن يكون فى حالة توجس أو قلق أو إحباط. وتنتج هذه الحالة من بلوغ مستوى التوتر الشخصى حداً لا يستطيع الفرد معه التوائم ذاتيا. وغالبا ما ينشأ هذا التوتر من إعاقة جهود الفرد العامل من إرضاء دوافعه الظاهرة أو الباطنة لبلوغ أهدافه. والفرد العامل الطبيعى قد تنتابه بعض هذه الأحاسيس والهواجس من ظروف العمل، وتستغرق بعض الوقت، إلا أنها تزول ولا تؤثر بدرجة ملحوظة عليه، لذلك يمكن وصفها بأنها حالة وقتيه. أما إذا أستمر التوتر والقلق لفترة طويلة أثناء العمل فهنا يكون الخطر من احتمال وقوع الحوادث متوقعا بدرجة كبيرة.

7- عامل الجنس

من الملاحظ أن الرجال أكثر عرضة للحوادث أكثر من النساء ، ويرجع هذا إلى أن معظم أعمال الرجال تتسم فى الغالب بالخطورة، إلا أنه من الملاحظ أيضا أن النساء أكثر ميلاً لأن يرتكبن الحوادث أكثر من الرجال وذلك إذا تعرضن لنفس الظروف التى يتعرض لها الرجال. وقد أثبتت دراسة أجريت على نوعية من السائقين الرجال والسيدات تحت ظروف واحدة واختبرت السائقات بعناية ودربن بدقة ومن ثم فهن يمثلن أرقى السائقات وكانت نتيجة هذه الدراسة، أن نسبه الحوادث للسائقات ثلاثة أمثال نسبه الرجال (دراسة اجريت فى شركة نقل للركاب).

8- عامل الذكاء

تضاربت نتائج الأبحاث فيما يتعلق بالعلاقة بين مستوى الذكاء ومعدل حوادث العمل، إلا أن معظم الآراء تتفق على أنه بزيادة مستوى ذكاء الفرد تقل نسبه الإصابة المتوقعة له.

9- التواؤم المهنى

إن عدم المواءمة المهنية- أى تألف الفرد مع عمله- يسبب الكثير من الحوادث، ومن الطبيعى أن التواؤم المهنى هو فى المقام الأول من مسئولية وطبيعة الفرد النفسية والجسدية، ثم من درجة تعقد العملية نفسها. هذا ويكون تأثير التواؤم كبيراً فى الأعمال الجديدة أو للأفراد العاملين الجدد وذلك نتيجة لجهله أو لعدم خبرته أو لفشله فى الحصول على المعلومات المفيدة لعمله خاصة. أو قد يكون النقص فى المعلومات المتعلقة بظروف العمل ذاته مثل أماكن التخزين- حالة الممرات- الإضاءة-كابلات الكهرباء- المراوح- خزانات الوقود المغطاة-...الخ.

وتختلف الأهمية النسبية للعوامل الداخلية والخارجية باختلاف نوع العمل وظروفه وتكوين العامل النفسى البيولوجى. والجدير بالذكر أن العوامل الداخلية وحدها أو الخارجية وحدها قد لا تؤدى إلى وقوع حوادث أو إلى عدد كبير من الحوادث. لكن تضافر هذين النوعين من العوامل هو ما يؤدى إلى وقوع الحوادث بنسبه كبيرة ، كسوء الإضاءة مع ضعف الأبصار عند العامل ، أو سوء وضع الآلة بين يدى عامل عصبى أو مندفع.

الأمن الصناعى

إن موضوع الأمن الصناعى من الخطورة بما يستحق تخصيص قسم مستقل له أو لجنة خاصة به تقوم بتخطيط العمل وتنفيذه والأشراف عليه خاصة فى المؤسسات والمصانع الكبرى. وتتكون لجان الأمن الصناعى من أعضاء مختلفين منهم الإدارى والفنى والمشرف والسيكولوجى ومهندس الأمن والطبيب المهنى والأخصائي والاجتماعى وغير هؤلاء، كما يجب أن تضم عددا من الأفراد العاملين ومن وظائفها الأساسية:

1- تحليل أسباب الحوادث وظروفها، ويكون ذلك بوصف وتحديد الظروف التى وقعت فيها الحادثة، ثم تصنيفها من حيث نوعها وأسبابها ونتائجها ، والتحليل العلمى يجب أن يقوم بتحديد صفات الفرد الفعلية والجسمية والمزاجية تحديدا واضحا ثم تحليل عناصر الموقف وظروفه المادية والاجتماعية وتحديد دلالته فى نظر الفرد العامل.

2- الفحص الدورى للآلات والمعدات والأجهزة للتأكد من سلامتها .

3- الأشراف على الظروف الفيزيقية لمكان العمل.

4- نشر الوعى الوقائى بين الأفراد العاملين عن طريق الإعلانات والأحاديث وغيرها لتبصير الأفراد بمخاطر العمل وتتبع مدى تنفيذهم اللوائح والتشريعات الخاصة بالأمن الصناعى.

5- العناية بالاختيار المهنى للأفراد ، وبحالتهم الصحية وبتوزيع فترات الراحة.

إن الوقاية الهندسية والميكانيكية لا يمكن فصلها فى الغالب عن الوقاية السيكولوجية، فقد بلغت الوقاية الميكانيكية فى كثير من المصانع حدا كبيرا من الدقة والإتقان ومع هذا يهمل الأفراد فى التزامها إهمالا كبيرا ، فترى البدل الواقية والقفازات أو مناظير وقاية العين من الوهج أو أنابيب تفريغ الغازات الضارة ملقاة لا يستخدمها أحد، مع أن فى استخدامها وقاية للعامل من أضرار وأخطار أكيدة.

وهذا ناتج من شعور الأفراد أن استخدام مثل هذه الأجهزة تعطلهم وتعوقهم عن العمل ، فلا يستخدمونها. وآخرون يزعمون أن لديهم من الخبرة ما يغنيهم عن استخدامها. ومن هنا تبدو مهارة السيكولوجى فى تدريب الأفراد على احترام  واستخدام وسائل الوقاية كذلك الحال فيما يتصل بالتزام طرق العمل المأمونة . هذه الطرق يجب أن تدرس بعناية وأن تعلم للفرد المبتدىء ، ككيفية الإمساك بالأدوات والاقتراب من الآلات، وكذلك وفحص الأدوات والعدد قبل استخدامها واتخاذ الأوضاع الجسمية الصحيحة والمأمونة. ولا يلقى ذلك عليه فى صورة محاضرات أو تقدم إليه فى صورة تحذيرات،  بل على أن تغرس فيه كعادات يؤديها دون حاجة إلى بذل جهد إضافى، هذا ويجب التعاون بين السيكولوجى والمهندس حتى يتم غرس هذه العادات فى الأفراد العاملين. ويتميز العضو الذى يهتم بأمور علم النفس داخل اللجنة بوضع خاص ويمكن تلخيص الوظائف الرئيسية للسيكولوجى فيما يتصل بالأمن الصناعى فيما يلى :

1- تحليل أسباب الحوادث وعواملها النفسية .

2- الإسهام فى نشر الوعى الوقائى عن طريق الإعلام والدعاية  وتدريب الأفراد على احترام وسائل الوقاية.

3- تحديد أثر التعب والملل فى وقوع بعض الحوادث.

4- استبعاد المستهتر فى المتابعة والالتزام بإجراءات الأمن.

ومن الإجراءات التى تتخذ للوقاية من الحوادث ، تسوير الآلات والأشياء المتحركة كالسيور والتروس والمناشير الدوارة والتى يجب أن تغطى بحيث تصل المواد إليها دون أن تمسها يد العامل. وكذلك وضع أجهزة إدارة الماكينات الخطرة بعيدا عنها كما فى بعض المكابس الثقيلة، والتى يتعين فيها على الفرد العامل وضع المادة فى المكبس ، على أن يبتعد عنه بمقدار مترين أو ثلاثة ليضغط على زر الحركة للمكبس وأن يستمر فى الضغط بإصبعه وإلا توقف المكبس. ويراعى كذلك طلاء الأجزاء الساكنة والمتحركة من الماكينات بألوان مختلفة حتى يسهل التمييز بين بعضها البعض. ولهذا تعتبر إجراءات الوقاية والأمن من أهم العوامل التى تزيد من الكفاية الإنتاجية، وتعين الفرد على تركيز جهده فى عمله بدلا من توزيعه بين الانتباه إلى عمله  والحيطة لسلامته مما يسارع به إلى التعب . 

ليست هناك تعليقات: